القصة منقوله ... احداث حقيقة ،، والحيوانات هنا مجرد رمز ,
كان الديك عتريس يحكم إحدى الحظائر , وكان شعب عتريس يحلم باليوم الذي يستطيع فيه ديوك الحظيرة أن يعلنوا رفضهم لحكم عتريس ويخلعوه من رئاسة الحظيرة ..
وكان عتريس يحكمهم حكما بوليسيا ديوكيا .. فقد كان عتريس من الديوك الذين لا يقبلون شريكا أبدا , وحوله حاشية من الديوك الذين لا يحسنون العيش إلا على فتات عتريس , الذي يجنيه من إتاوات يفرضها على الدجاج والبط والإوز , حيث لا يجد ديكا مغوارا يوقفه عند حده.. !!
كان على كل دجاجة أن تبيض لسيادته بيضتين , وكل بطة تبيض ثلاث بيضات , والويل كل الويل لمن تخلف ..!!
وحدث مرة أن رفض أحد الديوك تسليم بيضتي زوجته اللتيْن باضتهما بشق الأنفس , ووقفت الحظيرة كلها تنتظر رد فعل عتريس .. وماذا سيفعل في الديك المشاكس..!!
وكان الأمر متوقعا..
فعتريس لن يسكت , ولم يكن هناك غير أن يموت الديك (فَطِيساً يا وِلْداه) , ويتم إغراقه في دلو المياه .. وكان لهذا الفعل أثره السيئ على مزاج عتريس ..
ومع السكوت التام للديوك وذكور البط والإوز الذين يعيشون في نفس الحظيرة , قررعتريس على الفراخ أن يدفعن الإتاوة مضاعفة (الطاق طاقين) , فكان لابد أن تبيض كل دجاجة 4 بيضات ..
وكان الأمر محيرا , فالدجاجة تبيض 3 بيضات بالكاد , يأخذ عتريس منها بيضتين , وكانت الأمور "ماشية" .. إلى أن ظهر هذا "الفَلْحُوص" الذي أخربها على الجميع , (على حسب زعم سكان الحظيرة).. وأصبح الحال يا ولداه لا يسر بقرة ولا خروفا .. !!
في هذه الأثناء كان أحد ذُكْرانِ البط الموتورين الذين قتل عتريسُ أحد أقربائهم يحاول تخليص الحظيرة من شره وسطوته , وعندما أفلح في سعيه واشترى "سم فراخ" ليضعه لحفيد عتريس في طعامه , كي يحرق قلبه ويقطع نسله من الوجود , وقعت المفاجأة..!!
فقد الْتَهَمَ عتريس الكبير طبق العلف المسموم , وأوصى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة لحفيده عتريس الصغير بالحظيرة وتأديب أهلها ..
فكان أول ما بدأ به عتريس الصغير: أن حرَّم عل ىالدجاج والبط وسائر أهل الحظيرة أن يتناولوا السلع الأساسية , من علف وذرة وبواقي "عيش ناشف" وبرسيم مخرّط , حيث جعل سبيل الحصول الوحيد على الطعام هو أن تدفع كل دجاجة 6 بيضات.. !!
وكالعادة.. رجع الديوك وهم يلعنون "أبو دكر" البط بدلا من الوقوف وقفة ديك محترم أمام عتريس, أو لعْنِه هو على الأقل ..!!
وحاول كل ديك إكراه زوجته على البيض.. !!
وأمضت الدجاجات اللياليَ الطوال "يَحْزِقْنَ ويَمْزِقْنَ" لعلهن يدركن نصف هذا العدد من البيض , ولكن كان ذلك مستحيلا ..
وبدأت الكتاكيت الصغار تموت من الجوع , والْتَوَتْ أعناق الدجاج من شدة "الحَزْقِ" , وتَدَلّت جميع الزعرورات الحمراء فوق رؤوس الديوك من الغيظ والهم والغم ..
وفى أحد "الأَخْنان" كانت تسكن "فرخة حلوة" اسمها فؤادة , وبجوارها الديك الشيخ إبراهيم الذي يؤذن (طبعا عتريس لا يؤذن , لأنه يكون سكرانا حتى الثمالة في ساعة الفجر , ولأن بقية الديوك ممنوعون من الأذان بأمر عتريس) !!
كان الوضع يمنعهم من النوم , حزنا منهم على حال أهل الحظيرة وسلبيتهم أمام عتريس , فقررت فؤادة أن "تَخْرُم" دلو الماء وجِوال العلف لكي يأكل الجميع.. وامتلأت الحظيرة بالـ "كاك والكوك والبكبكاك" في فرح غامر..
ولكن الكل يترقب ماذا سيفعل عتريس.
لم يشاءوا أن ينغصوا فرحتهم , فانقضوا على جوال العلف ونسفوه نسفا, وملأ كل واحد منهم بطنه..
ولكن بمجرد سماع عتريس وجوقته لما حدث , انطلقوا فورا ناحية جوال العلف كي يعرفوا من الذي خرمه..
طأطأ الكل رأسه فيما عدا فؤاده , التي وقفت فوق الجوال شامخة لتعلن أنها هي التي فعلتها, فيعود عتريس أدراجه, لما يعلمه من أن قتل فؤاده قد يهيج سكان الحظيرة جميعا .. خاصة أن فؤادة تحظى بتأييد الديك الشيخ إبراهيم ذي الشخصية القوية , التي تستطيع تحريك الموقف كله..
وتفتق ذهن عتريس عن فكرة زواجه بفؤادة غصبا , كي يكسر أنفها ويخرس صوتها , ولكنها رفضت المحاولة الغادرة من "ذكرالبط" المأذون وشاهديه الأرنبين وأبيها الديك "الغلبان" المغلوب على أمره , "اللى شبه محمد توفيق بتاع السيما"..
وبعد أن خطفها عتريس ..
صاح الشيخ إبراهيم الذي راح ولدُه الديك محمود شهيدا لكلمة الحق , وضحية لجبروت عتريس بأن هذا الزواج باطل ..
وألهبت صيحات الشيخ إبراهيم الصادقة حماس ديوك الحظيرة وبطها وإوزها , ووجدت صدى في قلوبهم جميعا.
ولأول مرة تتحرك الحظيرة كلها خلف ديك غير عتريس.. !!
ولم يَهُلْ عتريس إلا ارتفاع البكبكات بجملة واحدة ..
كان الديك الشيخ إبراهيم يصيح
جواز عتريس من فؤادة باطل
ويصيح من خلفه أهل الحظيرة
بااااااااااااطل.. un un un.. بااااااااااااطل
ولم تتخلص الحظيرة من شر عتريس ومحاسيب عتريس "وسلسفين جدود عتريس" إلا بعد تحرك جماعي من كل سكان الحظيرة , الذين أحرقوا بيت عتريس "واللى خلفوا عتريس" فوق دماغ عتريس.
كانت معكم مراسلتكم / من أمام قصر عاتريس.