شيخ الأزهر د/أحمد الطيب ......والكلام الطيب

شيخ الأزهر: أرفض لقاء أيً من رموز إسرائيل .. والمتطرفون مرجعيتهم 'فقهاء البادية'

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رفضه التام للقاء أي من رموز الدولة الإسرائيلية.. وقال: "أنا لن استطيع..
أن استقبل الحاخامات ولن أصافح رئيس إسرائيل شمعون بيريز أو من ينوب عنه في أي تواجد له بالمحافل الدولية سواء بالداخل او بالخارج، ولا أن أتواجد معه في مكان واحد".. وأوضح شيخ الأزهر في حوار له بجرية الأهرام : "إن موقفي هذا من بيريز ليس لأنه يهودي، ولكن لأنه أحد الذين خططوا لعدوان إسرائيل الصارخ علي الشعب الفلسطيني والاستيلاء علي القدس التي هي واحدة من أهم المقدسات الإسلامية التي أشعر بقيمتها الهائلة".. وتابع "ولو أنني صافحته فسوف أحقق له مكسبا لأن.. المعني أن الأزهر صافح إسرائيل، وسيكون ذلك خصما من رصيدي وخصما من رصيد الأزهر، لأن المصافحة تعني القبول بتطبيع العلاقات وهو أمر لا أقره إلا أن تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة". وذكرت تقارير صحفية أن مسؤولين بارزين كانوا يعدون العدة من أجل إقناع الشيخ الطيب بالسير علي هدي سلفه الشيخ محمد سيد طنطاوي رئيس الأزهر السابق والذي كان يفتح ذراعيه مرحباً بالمسؤولين الإسرائيليين وسبق وتعرض لهجوم واسع حينما اتهم بالتطبيع مع إسرائيل حينما صافح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز غير أنه نفي فيما بعد علمه به وأن لو عرفه لما أقدم علي ذلك. غير أن الطيب الذي يصغر طنطاوي بنحو عقدين من الزمن يبدو حجر عثرة في وجه نظام الحكم الذي يضع مرضاة الإسرائيليين علي قائمة اولوياته.
وشدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي أن الإسلام دين الوسطية 'العدل'، وأن هذه الوسطية ليست وسطية أرسطو الذي يعتبر الفضيلة وسطا بين رذيلتين، ولا هي وسطية رياضية أو حسابية، وإنما هي وسطية أخلاقية اجتماعية كونية تنظر إلي الكون بمعيار المفاضلة العادلة بين نقيضين متضادين. وحذر الطيب من صعود دور جماعات المتطرفين التي انتشرت في أرجاء كثيرة من العالم العربي، لافتا إلي أن هذه الجماعات تستقي فكرها من فقهاء البادية وتتهم الجميع بالكفر وتسعي إلي نشر الخراب والفتنة في العالم الإسلامي باسم الصحوة الإسلامية المقبلة خدمة لمصالح من يريدون أن يظل العالم الإسلامي مهمشا منقسما علي نفسه بعيدا عن صحيح الدين الحنيف غارقا في الجهل والتخلف. ولفت شيخ الأزهر إلي أن السبب الرئيسي في تنامي دور هذه الجماعات هو انحسار دور الأزهر وتعطل رسالته في أن يكون منارة الإسلام المعتدل والمرجعية الأساسية لوسطية الدين الحنيف حيث تم حصاره كي لا يكون فعالاً في اداء الرسالة التي من أجلها أنشئ.
وأكد الطيب في حواره أن مؤسسة الأزهر لا تحمل أجندة الحكومة علي عاتقها، لكن الأزهر لا ينبغي أن يكون ضد الحكومة، لأنه جزء من الدولة وليس مطلوبا منه أن يبارك كل ما تقوم به الحكومة.
وقال "عندما جئت شيخا للأزهر وافق الرئيس حسني مبارك علي استقالتي من عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني كي يتحرر الأزهر من أي قيد، ولا أظن أن هناك دولة إسلامية تتمتع فيها المؤسسة الدينية بما يتمتع به الأزهر من مكانة وكرامة وتحرر، وبالمناسبة أنا لست ضد انتخاب شيخ الأزهر من هيئة علمائه، لكنني أخشي المجاملة التي أفسدت انتخابات عمداء الكليات".
وقد رحب رموز المعارضة المصرية بقرار الطيب معتبرين إياه خطوة شديدة الأهمية في طريق عودة الأزهر لدوره الرائد في مجال المقاومة والدعوة للنضال ضد المحتل الإسرائيلي والإنتقال من خندق المهادنين وفريق ما يعرف بتيار الاعتدال إلي خندق المجاهدين في سبيل الله الذين يسقطون حسابات السياسة التي أوردت الأمة إلي المهالك والعودة للطريق الصحيح.
وحول ما يردده الغرب بأن الإسلام انتشر بحد السيف، أجاب شيخ الأزهر قائلا: "ليس صحيحا أن الحضارة الإسلامية فرضت نفسها علي العالم بحد السيف"، مشيرا إلي أن الإسلام يحض المسلم علي أن يكون قويا قادرا علي الدفاع عن وطنه ودينه ونفسه لكنه لا يحرضه علي العدوان علي الآخر. منقول/ جريدة الاسبوع
الله يجزي شيخ الازهر خيراًويرجع لنا الأزهر لسالف عصره