موقع قرية العمارنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع قرية العمارنة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 صفوة التفاسيرللصابونجى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كرم رضوان
عضو جديد
عضو جديد
كرم رضوان

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 4975
عدد المساهمات : 6

صفوة التفاسيرللصابونجى Empty
مُساهمةموضوع: صفوة التفاسيرللصابونجى   صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الجمعة مارس 18, 2011 10:02 pm


الكتاب : صفوة التفاسير
المؤلف : سماحة الشيخ / محمد علي الصابوني
عدد الأجزاء / 3
التعريف بالكتاب ومؤلفه
تفسير القران الكريم , جامع بين المأثور والمعقول , مستمد من أوثق كتب التفسير (الطبري , الكشاف , القرطبي , الآلوسي , ابن كثير ,البحر المحيط) وغيرها بأسلوب ميسر , وتنظيم حديث , مع العناية بالوجوه البيانية واللغوية
المجلد الأول :
تأليف : سماحة الشيخ / محمد علي الصابوني ، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية مكة المكرمة - جامعة الملك عبد العزيز ، دار الصابوني .

كلمة سماحة الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه الى يوم الدين وبعد :
فقد أطلعني الأخ الأستاد محمد علي الصابوني على شئ من كتابه الجديد " صفوة التفاسير " وهو كتاب تحرى فيه المؤلف ذكر اصح الاراء في تفسير كتاب الله تعالى مع الاختصار والسهولة, واذا كان اختيار المرء قطعة من عقله, فانه لا شك ان المؤلف وفق توفيقا كبيرا في الاختيار من امهات كتب التفسير التي رجع اليها على علم وبصيرة.
و ليس هذا هو الكتاب الاول للمؤلف في موضوع القران الكريم فقد سبق ان اختصر كتاب " تفسير ابن كثير " وكان اختصاره لهذا الكتاب العظيم مفيدا نافعا خلا من كل تعقيد.
و لقد اختص ايات الاحكام في القران الكريم بمؤلف مستقل سماه " روائع البيان في تفسير ايات الاحكام " , وهو كتاب يبين الاحكام في المرجع الاول لها وهو الكتاب الكريم.
وسبق ايضا ان الف في علوم القران الكريم تحت عنوان : " التبيان في علوم القران " ,وهو ما يتوج كل هذه الدراسات بكتاب نفيس هو زهور رائعة لكثير مما انتجته قرائح اسلافنا رضوان الله عليهم في التفسير .
و نرجو الله سبحانه له التوفيق وان يهدي سبحانه لكتابه ويهدي به انه سميع قريب مجيب .
عبد الحليم محمود
شيخ الجامع الازهر
مكة المكرمة 27 صفر 1396 ه
27فبراير 1976 م
كلمة سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الاعلى الرئيس العام للاشراف الديني على المسجد الحرام
الحمد لله وحده ,و بعد بناء على طلب الاخ فضيلة الاستاذ الشيخ محمد علي الصابوني المدرس بجامعة الملك عبد العزيز كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة ان اكتب تقريظا لكتابه " صفوة التفاسير " بعد ان قرا علي بنفسه بعد المواضع من هذا الكتاب ولم يتسع الوقت لسماعه كله.
فقد اجاد المؤلف وافاد فيما سمعته من كتابه جزاه الله خيرا, كما اجتهد في جمعه واختار اصح الاقوال وارجحها في تفسير كتاب الله وجمع في هذا التفسير بين الماثور والمعقول, باسلوب واضح, وطريقة حديثة سهلة, يذكر بين يدي السورة خلاصة للمقاصد الاساسية لها . يوضح معاني الكلمات وبيان اشتقاقها .
والمناسبة بين الايات السابقة والايات اللاحقة, ويبين السبب الذي نزلت من اجله الايات . يبدا بتفسير الايات دون وجوه الاعراب, ويدكر الفوائد التي لها علاقة بالايات والمستنبطة منها, ويوضح بيان الصور البيانية والنكات البلاغية .
نسال الله لنا وله التوفيق والسداد وان يعم النفع بهذا الكتاب ويجزي المؤلف على ما بذل من جهد.
و الله الموفق وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم ...
عبد الله بن حميد
رئيس مجلس القضاء الاعلى
الرئيس العام للاشراف الديني على المسجد الحرام
7-4-1397 ه
كلمة سماحة الشيخ أبى الحسن علي الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء بلكنهو الهند
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله وصحبه اجمعين, وبعد :

فقد كان الاتجاه العلمي السائد في عصور التاليف الاسلامي الاولى هو الاستيعاب الشامل لكل ما قيل وروي في الموضوع, فكانت كتب المؤلفين في التفسير, والحديث, والسيرة, والتاريخ اشبه بموسوعات علمية . وان كانت لهذا الاتجاه والاسلوب الشائع فوائد اعظمها صيانة هذه الثروة العلمية من الضياع, وتمكين القارئ من اختيار ما هو اوفق واقرب الى ذوقه فقد احدث مشكلة -خصوصا في هذا العصر- وهي ان الطالب المبتدئ والمتوسط يحار في اختيار اقرب الاقوال الى الصواب ,و يتشتت ذهنه فلا يرسخ فيه قول واحد ويجد نفسه في غابة ملتفة من الاقوال والاراء والمذاهب, ولذالك مال كثير من المؤلفين في كل عصر الى الانتقاء من هذه الكتب الموسوعية, واختيار اقرب الاقوال واقواها, فكانت لهذه الكتب فائدة عظيمة وفضل كبير على طلبة العلم .
و كان هذا العصر من احوج العصور الى هذا الاسلوب من التاليف لقصر الوقت وضعف الهمم وتشتت الاذهان, لذالك كان صديقنا الفاضل فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني موفقا كل التوفيق في وضع كتابه " صفوة التفاسير " فقد وفر على طلبة علم التفسير وقتا طويلا واخذ بيدهم الى ما هو عصارة دراسته وخلاصة التفاسير, لا يقدر على ذلك الا من توسعت دراسته وسلم ذوقه وحسنت ممارسته لفن التدريس, فاستحق بذلك شكر طلبة العلم والمشتغلين بفن التفسير جزاه الله خيرا واثابه وتقبل عمله.
ابو الحسن علي الحسني الندوي
مكة المكرمة 9-4-1396 ه
كلمة معالي الدكتور عبد الله عمر نصيف مدير جامعة الملك عبد العزيز
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على عبده ونبيه ورسوله نبينا الامين, محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين, وعلى اله وصحبه اجمعين ... وبعد :
فان اشرف ما يقدمه الباحثون, واسمى ما يسعى اليه المؤلفون , في بحوثهم وتاليفهم, ما كان في خدمة القران العظيم, وعلومه الجليلة الزاهرة ... وشرف الانسان بشرف الرسالة التي يحملها, والغاية التي يسعى من اجل تحقيقها .. وليس ثمة جهد يضاهي جهد العلماء, فانهم مشاعل النور والضياء, في كل زمان ومكان, ولهذا رفع الله قدرهم, واعلى شانهم بقوله جل ثناؤه :
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب)
و ان هذا العمل الجليل, الذي قام به فضيلة الاخ العزيز الشيخ محمد علي الصابوني استاذ التفسير وعلوم القران بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة, من استخلاص لمجموعة من تفاسير القران الكريم , لعدد من جهابذة الائمة المفسرين, لتكون في متناول العلماء وطلاب العلم على حد سواء , لهو توفيق من الله سبحانه وتعالى للمؤلف, فقد مكنه جل وعلا من تقديم هذه الكنوز العظيمة, في سفر واحد هو " صفوة التفاسير " ليسهل على الباحثين مهمة الاطلاع والفهم لكتاب الله عز وجل .
والله اسال ان يثيب فضيلة المؤلف على عمله, وان ينفع به المسلمين, وان يجزيه عنهم خير الجزاء انه ولي ذلك والقادر عليه, والله من وراء القصد, وهو الهادي الى سواء السبيل .
الدكتور عبد الله عمر نصيف
مدير جامعة الملك عبد العزيز
جدة : 15 صفر 1400 ه
الموافق : 3 يناير 1980 م
كلمة سعادة الدكتور راشد بن راجح عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

و بعد لقد اطلعت على كتاب " صفوة التفاسير " لفضيلة الاستاذ محمد علي الصابوني وقرات بعض صفحاته فالفيته كتابا ثمينا حوى خلاصة ما قاله ائمة المفسرين ليسهل فهمه على طلبة العلم باسلوب مبسط وعبارات ميسرة وايضاحات جيدة مع العناية بالجوانب اللغوية والبيانية ... فهو بذلك كتاب جيد يستحق الطبع والنشر لتعم الفائدة .
جزى الله مؤلفه خير الجزاء ونفع به الاسلام والمسلمين, انه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل .
كتبه الفقير الى عفو مولاه راشد بن راجح الشريف عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة.
مكة المكرمة 15-10-1396 ه
كلمة فضيلة الشيخ عبد الله خياط خطيب المسجد الحرام
كتاب صفوة التفاسير - كنت اجد في نفسي رغبة ملحة لتفسير للقران الكريم في متناول طالب العلم, يجمل ما تفرق في كتب التفسير المعتبرة, ويغنيه عن المراجع المطولة, ويعطيه فكرة واضحة عن لغة القران, وسبب النزول, وييسر له المعاني فيكون زاده وعدته, فكان كتاب " صفوة التفاسير " هو الضالة المنشودة والحلقة المفقودة, اذ قد عني مؤلفه فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني بكل ما اشرت اليه مما حقق الرغبة, ولبى الحاجة.
و الله اسال ان ينفع به وياجر مؤلفه على ما بذله من جهد وتضحية, وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وعلى اله وصحبه .
و كتبه الفقير الى الله عبد الله خياط خطيب المسجد الحرام في اليوم الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 1395 هجرية.
كلمة فضيلة الشيخ محمد الغزالي رئيس قسم الدعوة واصول الدين بكلية الشريعة بمكة المكرمة
الحمد لله اهل التقوى والمغفرة ,و الصلاة والسلام على منار العلم والهدى في الدنيا والاخرة , وبعد :
فان الثقافة القرانية تحتاج الى قلم سهل العبارة , فياض الاداء , بعيد عن المصطلحات الفنية , والمناقشات الفلسفية , همه الاكبر ابراز السياق السماوي , والوصول به الى نفوس الجماهير دون تكلف او التواء .
و قد نجح فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني في تحقيق هذه الغاية , اذ يسر تفسير الكتاب العزيز , وجمع في تفسيره جملا من اقوال الائمة تتضمن خلاصات علمية وادبية جعلته غنيا بالحقائق , والحكم النافعة . وقد لاحظنا ان الشيخ محمد علي الصابوني قرن في تفسيره بين كثير من ماثورات السلف واجتهادات الخلف , اي انه جمع بين المنقول والمعقول - كما يقولون - فيستطيع القارئ ان يرى امامه اللونين معا , وان ينتفع بخير ما في الطريقتين .
كما لاحظنا ان التفاسير الاخرى قد تجنح الى احد الطرفين , فاما ايجاز شديد او اطناب لا يطيقه العصر , ولكن الشيخ محمد علي الصابوني - جزاه الله خيرا - استطاع ان يتوسط في مسلكه العلمي فأفاد واجمل كما ابتعد عن الشطط الذي وقع فيه البعض حين جازف بذكر نظريات علمية او احاديث نبوية لا بد في سوقها من التثبت والتمحيص .
نفع الله به وشرح الصدور له وجزاه عن الامة كل خير .
محمد الغزالي
رئيس قسم الدعوة واصول الدين بكلية الشريعة بمكة المكرمة
في 06-04-1396 ه
" الجزء الاول من المقدمة "
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي انار قلوب عباده المتقين بنور كتابه المبين , وجعل القران شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين , والصلاة والسلام على خاتم الانبياء واشرف المرسلين , سيدنا محمد النبي العربي الامين , الذي فتح الله به اعينا عميا , واذانا صما , وقلوبا غلفا , واخرج به الناس من الظلمات الى النور , صلاة وسلاما دائمين الى يوم البعث والنشور وعلى اله الطيبين الاطهار , واصحابه الهادين الابرار , ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين , وبعد :

فلا يزال القران الكريم بحرا زاخرا بانواع العلوم والمعارف , يحتاج من يرغب الحصول على لآلئه ودرره , ان يغوص في اعماقه , ولايزال القران يتحدى اساطين البلغاء , ومصاقيع العلماء , بانه الكتاب المعجز , المنزل على النبي الامي شاهدا بصدقه , يحمل بين دفتيه برهان كماله , واية اعجازه , ودليل انه تنزيل الحكيم العليم : ( نزل به الروح الامين.على قلبك لتكون من المنذرين .بلسان عربي مبين )
و على كثرة ما كتب العلماء والفوا - وعلى كثرة ما تحويه المكتبة الاسلامية من اسفار ضخمة , وكتب نفيسة , خدم بها العلماء كتاب الله الجليل- يبقى القران زاخرا بالعجائب , مملوءا بالدرر والجواهر , بما يبهر العقول ويحير الالباب , بما فيه من الاشراقات الالهية , والفيوضات القدسية , والنفحات النورانية , بما هو كفيل لتخليص الانسانية , من شقاء الحياة وجحيمها المستعر ... وكل علم شاط واحترق الا " علم التفسير " فانه لا يزال بحرا لجيا , يحتاج الى من يغوص في اعماقه , لاستخراج كنوزه الثمينة , واستنباط روائعه واسراره , ولا يزال العلماء يقفون عند ساحله , يرتشفون من معينه الصافي ولا يرتوون ... ومن ذا الذي يستطيع ان يحيط علما بكلام رب العزة جل وعلا , وان يدرك اسراره , ودقائقه , واعجازه ! وان يزعم انه اوفى او وصل الى درجة الكمال !!
انه الكتاب المعجز , الذي سيظل يمنح الانسانية , من علومه ومعارفه , ومن اسراره وحكمه , ما يزيدهم ايمانا واذعانا بانه " المعجزة الخالدة " للنبي العربي الامي محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وانه تنزيل الحكيم الحميد .
واذا كان المسلم قد اضطرته الدنيا ليشغل وقته في تحصيل معاشه , وضاقت ايامه عن الرجوع الى التفاسير الكبيرة , التي خدم بها اسلافنا -رضوان الله عليهم- كتاب الله تعالى , تبيانا وتفصيلا لاياته , واظهارا لبلاغته , وايضاحا لاعجازه , وابرازا لما حواه الكتاب المجيد من تشريع وتهذيب , واحكام واخلاق , وتربية وتوجيه ... فان من واجب العلماء اليوم ان يبذلوا جهدهم لتيسير فهمه على الناس , باسلوب واضح , وبيان ناصع , لاحشو فيه ولا تطويل , ولا تعقيد ولا تكلف , وان يبرزوا ما في القران من روعة الاعجاز والبيان , بما يتفق وروح العصر الحديث , ويلبي حاجة الشباب المثقف , المتعطش الى التزود من علوم ومعارف القران الكريم .
ولم اجد تفسيرا لكتاب الله عز وجل -على ما وصفت- رغم الحاجة اليه , وسؤال الناس عنه , ورغبتهم فيه , فعزمت على القيام بهذا العمل , رغم ما فيه من مشقة وتعب , واحتياجه لوقت لا يتاح في هذا الزمان , مستعينا بالله الكريم , متوكلا عليه , سائلا اياه ان يعينني على اتمام هذا الواجب , وان يوفقني لاخراجه بشكل يليق بكتاب الله تعالى , يعين المسلم على فهم ايات القران , والتزود من بيانه , ما يزيده ايمانا ويقينا , ويدفعه الى العمل الجاد الموفق الى مرضاة الرب جل وعلا .
و قد اسميت كتابي " صفوة التفاسير " وذلك لانه جامع لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة , مع الاختصار والترتيب , والوضوح والبيان , وكلي امل ان يكون اسمه مطابقا لمسماه , وان تستفيد منه الامة الاسلامية , بما يوضح لها السبيل الاقوم , والصراط المستقيم.
و قد سلكت في طريقي لتفسير الكتاب العزيز الاسلوب الاتي :
اولا : بين يدي السورة , وهو بيان اجمالي للسورة الكريمة وتوضيح مقاصدها الاساسية .
ثانيا : المناسبة بين الايات السابقة والايات اللاحقة .
ثالثا : اللغة مع بيان الاشتقاق اللغوي والشواهد العربية .
رابعا : سبب النزول .
خامسا : التفسير .
سادسا : البلاغة .
سابعا : الفوائد واللطائف .

و قد مكثت في تاليف هذا التفسير خمس سنوات , اواصل فيه الليل بالنهار , وما كنت اكتب شيئا حتى اقرأ ما كتبه المفسرون في امهات كتب التفسير الموثوقة , مع التحري الدقيق لاصح الاقوال وارجحها , وانني اشكر المولى جل وعلا ان سهل لي هذا العمل , فقد كنت اشعر ان الزمن يطوى لي , وكل ذلك ببركات جوار البيت العتيق الذي اكرمني الله وشرفني بجواره , منذ ان انتدبت للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة عام الف وثلاثمائة واحدى وثمانين من هجرة سيد المرسلين .
و الله تعالى اسال ان يسدد خطاي , ويجزل لي الثواب يوم المآب , فما عملت الا املا بنيل رضاه , راجيا منه ان يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم , ويبقيه ذخرا لي يوم الدين , وارجوا ممن قرا فيه فاستفاد ان يخصني بدعوة صالحة تنفعني يوم المعاد , وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
كتبه الفقير الى عفو ربه
محمد علي الصابوني
الاستاذ بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية
مكة المكرمة_جامعة الملك عبد العزيز
مكة المكرمة_غرة ذي الحجة 1399 ه .

سورة الفاتحة
مكية وآياتها سبع آيات باتفاق
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
تفسير الاستعاذة :
المعنى : أستجير بجانب الله ، وأعتصم به من شر الشيطان العاتي المتمرد ، أن يضرني فى دينى أو دنياى ، أو يصدنى عن فعل ما أمرت به ، وأحتمى بالخالق السميع العليم من همزه ولمزه ووساوسه ، فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان ، إلا الله رب العالمين. عن النبى (ص) أنه كان إذا قام من الليل ، استفتح صلاته بالتكبير ، ثم يقول : (أعوذ الله السميع العليم ، من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه. (أخره أصحاب السنن).
تنبيه :
لفظة " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ليست آية قرآنية ، وإنما هو أدب أدبنا الله به ، عند إرادة قراءة القرآن بقوله سبحانه
[ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ] فلهذا لم تكتب فى القرآن الكريم بخلاف البسملة.
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير البسملة :
أبدأ بتسمية الله وذكره قبل كل شئ ، مستعيناً به جل وعلا فى جميع أموري ، طالباً منه وحده العون ، فإن الرب المعبود ، ذو الفضل والجود ، واسع الرحمة كثير التفضل والإحسان ، الذى وسعت رحمته كل شئ ، وعم فضله جميع الأنام.
تنبيه :
[ بسم الله الرحمن الرحيم ] افتتح الله بهذه الآية سورة الفاتحة وكل سورة من سور القرآن - ما عدا سورة التوبة - ليرشد المسلمين إلى أن يبدأوا أعمالهم وأقوالهم باسم الله الرحمن الرحيم ، التماساً لمعونته وتوفيقه ، ومخالفة للوثنيين الذين يبدأون أعمالهم بأسماء آلهتهم أو طواغيتهم فيقولون : باسم اللات ، أو باسم العزى ، أو باسم الشعب ، أو باسم هبل.
قال الطبرى : " إن الله تعالى ذكره وتقدست أسماؤه ، أدب نبيه محمداً (ص) بتعليمه ذكر أسمائه الحسنى ، أمام جميع أفعاله ، وجعل ذلك لجميع خلقه سنة يستنون بها ، وسبيلاً يتبعونه عليها ، فقول القائل : بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتح تالياً سورة ، ينبئ عن أن مراده : أقرأ بسم الله ، وكذلك سائر الأفعال " .
تفسير سورة الفاتحة
بين يدى السورة الكريمة :
هذه السورة الكريمة مكية ، وآياتها سبع بالإجماع ، وتسمى " الفاتحة " لافتتاح الكتاب العزيز بها ، حيث إنها أول القرآن فى (الترتيب) لا فى (النزول) ، وهى - على قصرها ووجازتها - قد حوت معانى القرآن العظيم ، واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال ، فهى تتناول أصول الدين وفروعه ، تتناول العقيدة ، والعباد ، والتشريع ، والاعتقاد باليوم الآخر ، والإيمان بصفات الله الحسنى ، وإفراده بالعبادة ، والاستعانة والدعاء ، والتوجه إليه جل وعلا بطلب الهداية إلى الدين الحق ، والصراط المستقيم ، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان ونهج سبيل الصالحين ، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين ، وفيها الأخبار عن قصص الأمم السابقين ، والاطلاع على معارج السعداء ومنازل الأشقياء ، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه ، إلى غير ما هنالك من مقاصد وأغراض وأهداف ، فهي كالأم بالنسبة لبقية السور الكريمة ، ولهذا تسمى " أم الكتاب " لأنها جمعت مقاصده الأساسية.
فضلها :
أ - روى الإمام أحمد فى المسند أن " أبي بن كعب " قرأن على النبى (ص) أم القرآن فقال رسول الله (ص) : " والذى نفسى بيده ما أنزل فى التوراة ، ولا فى الإنجيل ، ولا فى الزبور ، ولا فى الفرقان مثلها ، هى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته " فهذا الحديث الشريف يشير إلى قوله تعالى فى سورة الحجر :
[ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ] .
ب- وفى صحيح البخارى أن النبى (ص) قال لأبى سعيد بن المعلى : " لأعلمنك سورة هى أعظم السور فى القرآن : الحمد لله رب العالمين ، هى السبع المثاني ، والقرآن العظيم الذى أوتيته " .
التسمية :

تسمى " الفاتحة ، وأم الكتاب ، والسبع المثاني ، والشافية ، والوافية ، والكافية ، والأساس ، والحمد " وقد عددها العلامة القرطبي وذكر أن لهذه السورة الكريمة اثنى عشر اسماً.
اللغة :
[ الحمد ] الثناء بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل ، مقروناً بالمحبة ، وهو نقيض الذم وأعم من الشكر ، لأن الشكر يكون مقابل النعمة بخلاف الحمد
[ الله ] اسم علم للذات المقدسة لا يشاركه فيه غيره ، قال القرطبي : هذا الاسم
[ الله ] أكبر أسمائه سبحانه وأجمعها ، وهو اسم للموجود الحق ، الجامع لصفات الإلهية ، المنعوت بنعوت الربوبية ، المنفرد بالوجود الحقيقي لا إله إلا هو سبحانه
[ رب ] الرب : مشتق من التربية وهى إصلاح شؤون الغير ورعاية أمره ، قال الهروي : " يقال لمن قام بإصلاح شئ وإتمامه : " قد ربه ، ومنه الربانيون لقيامهم بالكتب " (تفسير القرطبى 1/133) والرب يطلق على عدة معان وهى " المالك ، والمصلح ، والمعبود ، والسيد المطاع "
[ العالمين ] العالم : اسم جنس لا واحد له من لفظه كالرهط ، وهو يشمل : الإنس والجن واللائكة والشياطين كذا قال الفراء ، وهو مشتق من العلامة لأن " العالم " علامة على وجود الخالق جل وعلا
[ الرحمن الرحيم ] صفتان مشتقتان من الرحمة ، وقد روعى في كل من
[ الرحمن ] و
[ الرحيم ] معنى لم يراع فى الآخر ، فالرحمن بمعنى عظيم الرحمة لأن " فعلان " صيغة مبالغة فى كثرة الشيء وعظمته ، ولا يلزم منه الدام كغضبان وسكران ، والرحيم بمعنى دائم الرحمة لأن صيغة " فعيل " تستعمل فى الصفات الدائمة ، ككريم وظريف فكأنه قيل : العظيم الرحمة ، الدائم الإحسان.
قال الخطابي : الرحمن ذو الرحمة الشاملة التى وسعت الخلق فى أرزاقهم ومصالحهم ، وعمت المؤمن والكافر ، والرحيم خاص بالمؤمن كما قال تعالى :
[ وكان بالمؤمنين رحيما ] ٍ ،
[ الدين ] الجزاء ومنه الحديث " كما تدين تدان " أى كما تفعل تجرى
[ نعبد ] قال الزمخشري : العبادة أقصى غاية الخضوع والتذلل ، ولذلك لم تستعمل إلا فى الخضوع لله تعالى ، لأنه مولي أعظم النعم فكان حقيقاً بأقصى الخضوع
[ الصراط ] الطريق وأصله بالسين من الاستراط بمعنى الابتلاع ، كأن الطريق يبتلع السالك ، قال الشاعر :
شحنا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذل من الصراط
[ المستقيم ] الذي لا عوج فيه ولا انحراف " آمين " أى استجب دعاءنا ، وهي ليست من القرآن الكريم إجماعاً ، ولهذا لم تكتب فيه ، وإنما هى من تعليم رسول الله وهديه.
التفسير :
علمنا البارى جل وعلا كيف ينبغى أن نحمده تعالى ونقدسه ، ونثني عليه بما هو أهله فقال
[ الحمد لله رب العالمين ] أي قولوا يا عبادي إذا أردتم شكري وثنائي الحمد لله ، اشكروني على إحساني وجميلي إليكم ، فأنا الله ذو العظمة والمجد والسؤدد ، المتفرد بالخلق والإيجاد ، رب الإنس والجن والملائكة ، ورب السموات والأرضين ، فالثناء والشكر لله رب العالمين ، دون ما يعبد من دونه
[ الرحمن الرحيم ] أي الذي وسعت رحمته كل شئ وعم فضله جميع الأنام ، بما أنعم على عباده من الخلق ، والرزق ، والهداية إلى سعادة الدارين ، فهو الرب الجليل عظيم الرحمة دائم الإحسان
[ مالك يوم الدين ] أي هو سبحانه المالك للجزاء والحساب ، المتصرف فى يوم الدين تصرف المالك في ملكه
[ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ]
[ إياك نعبد وإياك نستعين ] أي نخصك يا ألله بالعبادة ، ونخصك بطلب الإعانة ، فلا نعبد أحدا سواك ، لك وحدك ربنا نذل ونخضع ، ونستكين ونخشع ، وإياك ربنا نستعين على طاعتك ومرضاتك ، فإنك المستحق لكل إجلال وتعظيم ، ولا يملك القدرة على عوننا أحد سواك
[ إهدنا الصراط المستقيم ] أي دلنا وأرشدنا يا رب إلى طريقك الحق ، ودينك المستقيم وثبتنا على الإسلام الذي بعثت به أنبياءك ورسلك ، وأرسلت به خاتم المرسلين ، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين

[ صراط الذين أنعمت عليهم ] أي طريق من تفضلت عليهم بالجود والإنعام ، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا
[ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ] أي لا تجعلنا يا ألله من زمرة أعدائك الحائدين عن الصراط المستقيم السالكين غير المنهج القويم ، من اليهود المغضوب عليهم ، أو النصارى الضالين ، الذين ضلوا عن شريعتك القدسية ، فاستحقوا الغضب واللعنة الأبدية. اللهم آمين.
البلاغة :
1- [ الحمد لله ] الجملة خبرية لفظاً ، إنشائية معنى أي قولوا " الحمد لله " وهى مفيدة لقصر الحمد عليه تعالى كقولهم : الكرم فى الرعب.
2- [ إياك نعبد وإياك نستعين ] فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب ، ولو جرى الكلام على الأصل لقال : إياه نعبد ، وتقديم المفعول يفيد القصر – أعني الاختصاص – أي لا نعبد سواك كما فى قوله تعالى [ وإياي فارهبون ] .
3- قال فى البحر المحيط : وفى هذه السورة الكريمة من أنواع الفصاحة والبلاغة أنواع :
الأول : حسن الافتتاح وبراعة المطلع ، حيث بدأ بجوامع الشكر والثناء.
الثانى : المبالغة فى الثناء لإفادة " ال " الاستغراق.
الثالث : تلوين الخطاب إذ صيغته الخبر ، ومعناه الأمر ، أي قولوا الحمد لله.
الرابع : الاختصاص فى قوله [ الله ] أي الحمد كله خاص به جل وعلا.
الخامس : الحذف كحذف " صراط " من قوله [ غير المغضوب عليهم ] تقديره غير صراط المغضوب عليهم وغير صراط الضالين ، أى غير طريق الفريقين.
السادس : التقديم والتأخير فى [ إياك نعبد ] .
السابع : التصريح بعد الإبهام [ الصراط المستقيم ] ثم فسره بقوله :
[ صراط الذين أنعمت عليهم ] .
الثامن : الالتفات فى [ إياك نعبد وإياك نستعين ] .
التاسع : طلب الشئ ، والمراد به دوامه واستمراره فى [ إهدنا الصراط ] أى ثبتنا عليه ، كقوله تعالى
[ يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله ] أى اثبتوا على الإيمان.
العاشر : السجع المتوازى فى قوله : [ الرحمن الرحيم ، الصراط المستقيم ] وقوله : [ نستعين.. الضالين ] .
الفوائد :
الأولى : الفرق بين [ الله ] و[ الإله ] أن الأول اسم علم للذات المقدسة ذات البارى جل وعلا ، ومعناه المعبود بحق ، والثاني معناه المعبود بحق أو باطل ، فهو اسم يطلق على الله تعالى وعلى غيره ، بخلاف " الله " فإنه المعبود بحق.
الثانية : وردت الصبغة بلفظ الجمع " نعبد ونستعين " ولم يقل " إياك أعبد وإياك أستعين " بصيغة المفرد ، وذلك للاعتراف بقصور العبد عن الوقوف فى باب ملك الملوك ، فكأنه يقول : أنا يا رب العبد الحقيق الذليل ، لا يليق بي أن أقف هذا الموقف فى مناجاتك بمفردي ، بل أنضم إلى سلك المؤمنين الموحدين ، فتقبل دعائى فى زمرتهم ، فنحن يا رب جميعا نعبدك ونستعين بك.
الثالث : نسب النعمة إلى الله عز وجل [ أنعمت عليهم ] ولم ينسب إليهم الإضلال والغضب ، فلم يقل : غضبت عليهم أو الذين أضللتهم ، وذلك لتعليم العباد الأدب مع الله تعالى ، فالشر لا ينسب إلى الله تعالى أدباً ، وإن كان منه تقديراً ، كما ورد فى الدعاء المأثور " الخير كله بيديك " والشر لا ينسب إليك " .
خاتمة فى بيان الأسرار القدسية فى فاتحة الكتاب العزيز
يقول شهيد الإسلام الشيخ حسن البنا في رسالته القيمة " مقدمة فى التفسير " ما نصه : " لا شك أن من تدبر الفاتحة الكريمة رأى من غزارة المعاني وجمالها ، وروعة التناسب وجلاله ، ما يأخذ بلبه ، يضيء جوانب قلبه ، فهو يبتدئ ذاكراً تالياً متيمناً باسم الله ، الموصوف بالرحمة التى تظهر آثار رحمته متجددة فى كل شيء ، فإذا استشعر هذا المعنى ، ووقر فى نفسه انطلق لسانه بحمد هذا الإله

[ الرحمن الرحيم ] وذكره الحمد بعظيم نعمه ، وكريم فضله ، وجميل آلائه ، البادية فى تربيته للعوالم جميعاً ، فأجال بصيرته فى هذا المحيط الذى لا ساحل له ، ثم تذكر من جديد أن هذه النعم الجزيلة والتربية الجليلة ، ليست من رغبة ولا رهبة ، ولكنها عن تفضل ورحمة ، فنطق لسانه مرة ثانية بـ
[ الرحمن الرحيم ] ومن كمال هذا الإله العظيم أن يقرن الرحمن بـ " العدل " ويذكر بالحساب بعد " الفضل " ، فهو مع رحمته السابغة المتجددة سيدين عباده ويحاسب خلقه يوم الدين
[ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ] فتربيته لخلقه قائمة على الترغيب بالرحمة ، والترهيب بالعدالة والحساب
[ مالك يوم الدين ] وإذا كان الأمر كذلك فقد أصبح العبد مكلفاً بتحري الخير ، والبحث عن وسائل النجاة ، وهو فى هذا أشد ما يكون حاجة إلى من يهديه سواء السبيل ، ويرشده إلى الصراط المستقيم ، وليس أولى به في ذلك من خالقه وولاه ، فليلجأ إليه وليعتمد عليه وليخاطبه بقوله :
[ إياك نعبد وإياك نستعين ] وليسأله الهداية من فضله إلى الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم بمعرفة الحق واتباعه ، غير المغضوب عليهم بالسلب بعد العطاء ، والنكوص بعد الاهتداء ، وغير الضالين التائهين ، الذي يضلون عن الحق أو يريدون الوصول إليه فلا يوفقون للعثور عليه ، آمين. ولا جرم أن " آمين " براعة مقطع فى غاية الجمال والحسن ، وأي شيء أولى بهذه البراعة من فاتحة الكتاب ، والتوجه إلى الله بالدعاء ؟ فهل رأيت تناسقا أدق ، أو ارتباطاً أوثق ، مما تراه بين معاني هذه الآية الكريمة ؟ وتذكر وأنت تهيم فى أودية هذا الجمال ما يرويه رسول الله (ص) عن ربه فى الحديث القدسي (قسمت الصلاة بينى وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل..) الحديث وأدم هذا التدبر والإنعام ، واجتهد أن تقرأ فى الصلاة وغيرها على مكث وتمهل ، وخشوع وتذلل ، وأن تقف على رؤوس الآيات ، وتعطي التلاوة حقها من التجويد أو النغمات ، من غير تكلف ولا تطريب ، واشتغال بالألفاظ عن المعاني ، فإن ذلك يعين على الفهم ، ويثير ما غاض من شآبيب الدمع ، وما نفع القلب شئ أفضل من تلاوة فى تدبر وخشوع " .

سورة البقرة
سورة البقرة جميعها مدنية بلا خلاف ، وهى من أوائل ما نزل ، وآياتها مائتان وثمانون وسبع آيات .
بين يدي السورة
- سورة البقرة أطول سور القرآن على الإطلاق ، وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع ، شأنها كشأن سائر السور المدنية ، التى تعالج النظم والقوانين التشريعية ، التى يحتاج إليها المسلمون فى حياتهم الاجتماعية.
- اشتملت هذه السورة الكريمة على معظم الأحكام التشريعية : فى العقائد ، والعبادات ، والمعاملات ، والأخلاق ، وفى أمور الزواج ، والطلاق ، والعدة ، وغيرها من الأحكام الشرعية.
- وقد تناولت الآيات فى البدء الحديث عن (صفات المؤمنين) ، و(الكافرين) ، و(المنافقين) ، فوضحت حقيقة الإيمان ، وحقيقة الكفر والنفاق ، للمقارنة بين أهل السعادة وأهل الشقاء.
- ثم تحدثت عن بدء الخليقة فذكرت قصة أبي البشر " آدم " عليه السلام ، وما جرى عند خلقه وتكوينه ، من الأحداث والمفاجآت العجيبة ، التى تدل على تكريم الله جل وعلا للنوع البشري.
- ثم تناولت السورة الحديث بالإسهاب عن أهل الكتاب ، وبوجه خاص بني إسرائيل " اليهود " لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين فى المدينة المنورة ، فنبهت المؤمنين إلى خبثهم ومكرهم ، وما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم ، والغدر ، والخيانة ، ونقض العهود والمواثيق ، إلى غير ما هنالك من القبائح والجرائم التى ارتكبها هؤلاء المفسدون ، مما يوضح عظيم خطرهم ، وكبير ضررهم على البشرية ، وقد تناول الحديث عنهم ما يزيد على نصف السورة الكريمة ، بدءاً من قوله تعالى : [ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ] إلى قوله تعالى : [ وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ] .
- أما بقية السورة الكريمة فقد تناولت جانب التشريع ، لأن المسلمين كانوا فى بداية تكوين (الدولة الإسلامية) وهم فى أمس الحاجة إلى المنهاج الرباني ، والتشريع السماوي ، الذى يسيرون عليه فى حياتهم ، سواء ما كان منها فى العبادات أو المعاملات ، ولذا فإن جماع السورة يتناول الجانب التشريعي ، وهو باختصار كما يلي :
" أحكام الصوم " مفصله بعض التفصيل ، أحكام الحج والعمرة ، أحكام الجهاد في سبيل الله ، شؤون الأسرة ، وما يتعلق بها ، من (الزواج ، والطلاق ، والرضاعه ، والعدة) ، تحريم نكاح المشركات ، والتحذير من معاشرة النساء فى حالة الحيض ، إلى غير ما هنالك من أحكام تتعلق بالأسرة ، لأنها النواة الأولى للمجتمع الأكبر ، وفى صلاح الأسرة صلاح المجتمع !!.
- ثم تحدثت السورة الكريمة عن " جريمة الربا " التى تهدد كيان المجتمع وتقوض بنيانه ، وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين ، بإعلان الحرب السافرة من الله ورسوله ، على كل من يتعامل بالربا أو يقدم عليه [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين - فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ] .
- وأعقبت آيات الربا بالتحذير من ذلك اليوم الرهيب ، الذى يجازى فيه الإنسان على عمله إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر [ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ] وهي آخر ما نزل من القرآن الكريم ، وآخر وحي تنزل من السماء إلى الأرض ، وبنزول هذه الآية انقطع الوحي ، وانتقل الرسول الأعظم (ص) إلى جوار ربه ، بعد أن أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة ، وجاهد فى الله حق جهاده ، حتى أتاه اليقين!.

- وختمت السورة الكريمة بتوجيه المؤمنين إلى التوبة والإنابة ، والتضرع إلى الله جل وعلا برفع الأغلال والآصار ، وطلب النصرة على الكفار ، والدعاء لما فيه سعادة الدارين [ ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا ، واغفر لنا ، وارحمنا ، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ] وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين ، وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام ، ويلتئم شمل السورة أفضل التئام!!.
التسمية :
سميت السورة الكريمة " سورة البقرة " إحياء لذكرى تلك المعجزة الباهرة ، التي ظهرت فى زمن موسى الكليم ، حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله ، فعرضوا الأمر على موسى لعله يعرف القاتل ، فأوحى الله تعالى إليه أن يأمرهم بذبح بقرة ، وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن القاتل ، وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا فى إحياء الخلق بعد الموت ، وستأتي القصة مفصلة فى موضعها إن شاء الله.
فضلها :
عن رسول الله (ص) أنه قال : (لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). وقال (ص) : (اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة) يعنى السحرة.
قال الله تعالى : [ ألم – ذلك الكتاب لا ريب فيه.. إلى .. وأولئك هم المفلحون ] . من آية (1) إلى نهاية آية (5).
اللغة :
[ ريب ] الريب : الشك وعدم الطمأنينة يقال : ارتاب ، وأمر مريب إذا كان فيه شك وريبة ، قال الزمخشري : الريب مصدر رابه إذا أحدث له الريبة وهى قلق النفس واضطرابها ، ومنه ريب الزمان لنوائبه
[ المتقين ] أصل التقوى مأخوذ من اتقاء المكروه بما تجعله حاجزاً بينك وبينه ، قال النابغة : سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد
فالمتقى هو الذي يقي نفسه مما يضرها ، وهو الذى يتقى عذاب الله بطاعته ، وجماع التقوى أن يمتثل العبد الأوامر ، ويجتنب النواهي
[ الغيب ] ما غاب عن الحواس ، وكل شئ مستور فهو غيب ، كالجنة ، والنار ، والحشر والنشر قال الراغب : الغيب ما لا يقع تحت الحواس
[ المفلحون ] الفلاح : الفوز والنجاح قال أبو عبيدة : كل من أصاب شيئا من الخير فهو مفلح وقال البيضاوي : المفلح : الفائز بالمطلوب كأنه الذى انفتحت له وجوه الظفر ، وأصل الفلح فى اللغة : الشق والقطع ، ومنه قولهم فى الأمثال " إن الحديد بالحديد يفلح " أي يشق ، ولذلك سمى الفلاح فلاحاً ، لأنه يشق الأرض بالحراثة
[ كفروا ] الكفر لغة : ستر النعمة ولهذا يسمى الكافر كافراً لأنه يجحد النعمة ويسترها ، ومنه قيل للزارع ولليل كافر ، قال تعالى [ أعجب الكفار نباته ] أي أعجب الزراع ، وسمى الليل كافرا لأنه يغطي كل شيء بسواده
[ أنذرتهم ] الإنذار : الإعلام مع التخويف ، فإن خلا من التخويف فهو إعلام وإخبار ، لا إنذار
[ ختم ] الختم : التغطية على الشئ والطبع عليه حتى لا يدخل شيء ، ومنه ختم الكتاب.
[ غشاوة ] الغشاوة : الغطاء من غشاه إذا غطاه ، ومنه الغاشية وهى القيامة ، لأنها تغشى الناس بأهوالها وشدائدها!!.
التفسير :

ابتدأت السورة الكريمة بذكر أوصاف المتقين ، وابتداء السورة بالحروف المقطعة [ ألم ] وتصديرها بهذه الحروف الهجائية ، يجذب أنظار المعرضين عن هذا القرآن ، إذ يطرق أسماعهم لأول وهلة ، ألفاظ غير مألوفة فى تخاطبهم ، فينتبهوا إلى ما يلقى إليهم من آيات بينات ، وفى هذه الحروف وأمثالها تنبيه على " إعجاز القرآن " فإن هذا الكتاب منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم ، فإذا عجزوا عن الاتيان بمثله ، فذلك أعظم برهان على (إعجاز القرآن)!! يقول العلامة ابن كثير رحمه الله : إنما ذكرت هذه الحروف فى أوائل السور بيانا لإعجاز القرآن ، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله ، مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التى يتخاطبون بها ، وهو قول جمع من المحققين ، وقد قرره الزمخشري فى تفسيره الكشاف ، ونصره أتم نصر ، وإليه ذهب الإمام " ابن تيمية " ثم قال : ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف ، فلابد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن ، وبيان إعجازه وعظمته ، مثل [ الم ، ذلك الكتاب ] [ المص ، كتاب أنزل إليك ] ، [ الم ، تلك آيات الكتاب الحكيم ] ، [ حم ، والكتاب المبين ، إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ] وغير ذلك من الآيات الدالة على إعجاز القرآن. ثم قال تعالى :
[ ذلك الكتاب لا ريب فيه ] أي هذا القرآن المنزل عليك يا محمد ، هو الكتاب الذي لا يدانيه كتاب [ لا ريب فيه ] أي لا شك في أنه من عند الله ، لمن تفكر وتدبر ، أو ألقى السمع وهو شهيد
[ هدى للمتقين ] أي هاد للمؤمنين المتقين ، الذين يتقون سخط الله ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، ويدفعون عذابه بطاعته ، قال ابن عباس : المتقون هم الذين يتقون الشرك ، ويعملون بطاعة الله ، وقال الحسن البصري : اتقوا ما حرم عليهم ، وأدوا ما افترض عليهم.. ثم بين تعالى صفات هؤلاء المتقين فقال :
[ الذين يؤمنون بالغيب ] أي يصدقون بما غاب عنهم ولم تدركه حواسهم ، من البعث ، والجنة ، والنار ، والصراط ، والحساب ، وغير ذلك من كل ما أخبر عنه القرآن أو النبى عليه الصلاة والسلام
[ ويقيمون الصلاة ] أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها ، وخشوعها وآدابها قال ابن عباس : إقامتها : إتمام الركوع والسجود ، والتلاوة والخشوع
[ ومما رزقناهم ينفقون ] أي ومن الذي أعطيناهم من الأموال ينفقون ويتصدقون ، في وجوه البر والإحسان ، والآية عامة تشمل الزكاة ، والصدقة ، وسائر النفقات ، وهذا اختيار ابن جرير ، وروي عن ابن عباس أن المراد بها زكاة الأموال ، قال ابن كثير : كثيرا ما يقرن تعالى بين الصلاة والإنفاق من الأموال ، لأن الصلاة حق الله ، وهى مشتملة على توحيده وتمجيده والثناء عليه ، والإنفاق هو الإحسان إلى المخلوقين وهو حق العبد ، فكل من النفقات الواجبة ، والزكاة المفروضة داخل الآية الكريمة
[ والذين يؤمنون بما أنزل إليك ] أى يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى
[ وما أنزل من قبلك ] أى وبما جاءت به الرسل من قبلك ، لا يفرقون بين كتب الله ، ولا بين رسله
[ وبالآخرة هم يوقنون ] أي ويعتقدون اعتقاداً جازماً لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التى تتلو الدنيا ، بما فيها من بعث ، وجزاء وجنة ، ونار ، وحساب ، وميزان ، وإنما سميت الدار الآخرة لأنها بعد الدنيا
[ أولئك على هدى من ربهم ] أى أولئك المتصفون بما تقدم من الصفات الجليلة ، على نور وبيان وبصيرة من الله
[ وأولئك هم المفلحون ] أي وأولئك هم الفائزون بالدرجات العالية الرفيعة فى جنات النعيم.
البلاغة :
تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1- المجاز العقلي [ هدى للمتقين ] أسند الهداية للقرآن وهو من الإسناد للسبب ، والهادي فى الحقيقة هو (الله رب العالمين) ففيه مجاز عقلي.

2- الإشارة بالبعيد عن القريب [ ذلك الكتاب ] ولم يقل : هذا الكتاب ، للإيذان بعلو شأنه ، وبعد مرتبته فى الكمال ، فنزل بعد المرتبة منزلة البعد الحسى.
3- تكرير الإشارة [ أولئك على هدى ] [ وأولئك هم المفلحون ] للعناية بشأن المتقين ، وجئ بالضمير [ هم ] ليفيد الحصر كأنه قال : هم المفلحون لا غيرهم.
قال الله تعالى :
[ إن الذين كفروا سواء عليهم.. إلى .. ولهم عذاب عظيم ] من آية (6) إلى نهاية آية (7).
المناسبة :
لما ذكر تعالى صفات المؤمنين فى الآيات السابقة ، أعقبها بذكر صفات الكافرين ، ليظهر الفارق الواضح بين الصنفين ، على طريقة القرآن الكريم فى المقارنة بين الأبرار والفجار ، والتمييز بين أهل السعادة وأهل الشقاوة ، فبالمقارنة تظهر الحقائق ، كما قيل : " وبضدها تتميز الأشياء " .
التفسير :
[ إن الذين كفروا ] أي إن الذين جحدوا بآيات الله وكذبوا رسالة محمد (ص)
[ سواء عليهم ] أي يتساوى عندهم
[ أأنذرتهم أم لم تنذرهم ] أي سواء أحذرتهم يا محمد من عذاب الله وخوفتهم منه أم لم تحذرهم
[ لا يؤمنون ] أي لا يصدقون بما جئتهم به ، فلا تطمع فى إيمانهم ، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات ، وفى هذا تسلية للنبى (ص) حول تكذيب قومه له.
ثم بين تعالى العلة فى سبب عدم الإيمان فقال
[ ختم الله على قلوبهم ] أي طبع على قلوبهم فلا يدخل فيها نور ، ولا يشرق فيها إيمان. قال المفسرون : الختم : التغطية والطبع ، وذلك أن القلوب إذا كثرت عليها الذنوب ، طمست نور البصيرة فيها ، فلا يكون للإيمان إليها مسلك ، ولا للكفر عنها مخلص كما قال تعالى : (بل طبع الله عليها بكفرهم).
[ وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ] أي وعلى أسماعهم وعلى أبصارهم غطاء ، فلا يبصرون هدى ، ولا يسمعون ، ولا يفقهون ، ولا يعقلون!! لأن أسماعهم وأبصارهم كأنها مغطاة بحجب كثيفة ، لذلك يرون الحق فلا يتبعونه ، ويسمعونه فلا يعونه. قال أبو حيان : شبه تعالى قلوبهم لتأبيها عن الحق ، وأسماعهم لإضرابها عن سماع داعي الفلاح ، وأبصارهم لامتناعها عن تلمح نور الهداية ، بالوعاء المختوم عليه ، المسدود منافذه ، المغطى بغشاء يمنع أن يصله ما يصلحه ، وذلك لأنها كانت - مع صحتها وقوة إدراكها - ممنوعة عن قبول الخير وسماعه ، وتلمح نوره ، وهذا بطريق الاستعارة
[ ولهم عذاب عظيم ] أي ولهم فى الآخرة عذاب شديد لا ينقطع ، بسبب كفرهم وإجرامهم ، وتكذيبهم بآيات الله.
البلاغة :
1- التيئيس من إيمان الكفار [ سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ] فالجملة سيقت للتنبيه على غلوهم فى الكفر والطغيان ، وعدم استعدادهم للإيمان ، ففيها تيئيس وإقناط من إيمانهم ، وفي الآية طباق السلب.
2- الاستعارة التصريحية اللطيفة [ ختم الله على قلوبهم ] شبه تعالى قلوبهم لتأبيها عن الحق ، وأسماعهم وأبصارهم لامتناعها عن تلمح نور الهداية ، بالوعاء المختوم عليه ، المسدود منافذه ، المغشى بغشاء يمنع أن يصله ما يصلحه ، واستعار لفظ (الختم والغشاوة) لذلك ، بطريق الاستعارة التصريحية.
قال الله تعالى : [ ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر.. إلى .. إن الله على كل شئ قدير ] من آية (8) إلى نهاية آية (20).
المناسبة :
لما ذكر تعالى فى أول السورة صفات المؤمنين ، وأعقبها بذكر صفات الكافرين ، ذكر هنا " المنافقين " وهم الصنف الثالث ، الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، وأطنب بذكرهم فى ثلاث عشرة آية ، لينبه إلى عظيم خطرهم ، وكبير ضررهم ، ثم عقب ذلك بضرب مثلين ، زيادة فى الكشف والبيان ، وتوضيحا لما تنطوى عليه نفوسهم من ظلمة الضلال والنفاق ، وما يئول إليه حالهم من الهلاك والدمار.
اللغة :

[ يخادعون ] الخداع : المكر ، والاحتيال ، وإظهار خلاف الباطن ، وأصله الإخفاء ومنه سمى الدهر خادعاً لما يخفي من غوائله ، وسمى المخدع مخدعا لتستر أصحاب المنزل فيه
[ مرض ] المرض : السقم وهو ضد الصحة وقد يكون حسيا كمرض الجسم ، أو معنوياً كمرض النفاق ، ومرض الحسد والرياء ، قال ابن فارس : المرض كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة ، أو نفاق ، أو تقصير فى أمر
[ تفسدوا ] الفساد : العدول عن الاستقامة وهو ضد الصلاح
[ السفهاء ] جمع سفيه وهو الجاهل ، الضعيف الرأى ، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار ، وأصل السفه : الخفة ، والسفيه : الخفيف العقل. قال علماء اللغة : السفه : خفة وسخافة رأي ، يقتضيان نقصان العقل والحلم يقابله.
[ طغيانهم ] الطغيان : مجاوزة الحد فى كل شيء ، ومنه قوله تعالى : [ إنا لما طغى الماء ] أي ارتفع وعلا وجاوز حده ، والطاغية : الجبار العنيد
[ يعمهون ] العمه : التحير والتردد فى الشيء ، يقال : عمه يعمه فهو عمه. قال رؤبة : " أعمى الهدى بالحائرين العمه " . قال الفخر الرازي : العمه مثل العمى ، إلا أن العمى عام فى البصر والرأي ، والعمه فى الرأي خاصة ، وهو التردد والتحير ، بحيث لا يدري أين يتوجه
[ اشتروا ] حقيقة الاشتراء : الاستبدال ، وأصله بذل الثمن لتحصيل الشئ المطلوب ، والعرب تقول لمن استبدل شيئا بشئ اشتراه ، قال الشاعر :
فإن تزعمينى كنت أجهل فيكم فإنى اشتريت الحلم بعدك بالجهل
[ صم ] جمع أصم وهو الذى لا يسمع
[ بكم ] جمع أبكم وهو الأخرس الذي لا ينطق
[ عمي ] جمع أعمى وهو الذى فقد بصره
[ صيب ] الصيب : المطر الغزير مأخوذ من الصوب وهو النزول بشدة ، قال الشاعر : " سقتك روايا المزن حيث تصوب "
[ الصواعق ] جمع صاعقة وهى نار محرقة لا تمر بشيء إلا أتت عليه ، مشتقة من الصعق وهو شدة الصوت
[ السماء ] السماء فى اللغة : كل ما علاك فأظلك ، ومنه قيل لسقف البيت سماء ، ويسمى المطر سماء لنزوله من السماء قال الشاعر :
إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
[ يخطف ] الخطف : الأخذ بسرعة ومنه قوله تعالى : (إلا من خطف الخطفة) وسمى الطير خطافا لسرعته ، والخاطف الذي يأخذ الشئ بسرعة شديدة.
سبب النزول :
قال ابن عباس : نزلت هذه الآيات فى المنافقين من أمثال " عبد الله بن أبي ابن سلول ، ومعتب بن قشير ، والجد بن قيس " كانوا إذا لقوا المؤمنين يظهرون الإيمان والتصديق ويقولون : إنا لنجد فى كتابنا نعته وصفته.
التفسير :
[ ومن الناس من يقول آمنا بالله ] أي ومن الناس فريق يقولون بألسنتهم : صدقنا بالله ، وبما أنزل على رسوله من الآيات البينات
[ وباليوم الآخر ] أي وصدقنا بالبعث والنشور
[ وما هم بمؤمنين ] أي وما هم على الحقيقة بمصدقين ولا مؤمنين لأنهم يقولون ذلك قولاً دون اعتقاد ، وكلاماً دون تصديق. قال البيضاوي : هذا هو القسم الثالث المذبذب بين القسمين ، وهم الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عرفات المازني
مراقب
مراقب
عرفات المازني

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 10766
عدد المساهمات : 4588
العمل/الترفيه : مــديـر مــالـي

صفوة التفاسيرللصابونجى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفوة التفاسيرللصابونجى   صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت مارس 19, 2011 5:17 pm

صفوة التفاسيرللصابونجى Www.almsloob.com-df03f3f613
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elamrna.yoo7.com
ريم
عضو مميز
عضو مميز
ريم

بلدي : مصريه
نقاط : 5874
عدد المساهمات : 854

صفوة التفاسيرللصابونجى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفوة التفاسيرللصابونجى   صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء مارس 22, 2011 9:05 am

لو كان بيدى لجمعت كل ورود الأرض و وضعتها في طريقكم

فمثلكم لا يجب أن يخطوا إلا على الورد

سلمت يمناك اخى

اكثر بكثير من رائع

جزاك الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود كهربائى المنتدى
عضو مميز
عضو مميز
محمود كهربائى المنتدى

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 6110
عدد المساهمات : 894
العمل/الترفيه : كهربائى تركيبات

صفوة التفاسيرللصابونجى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفوة التفاسيرللصابونجى   صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء مايو 03, 2011 11:52 pm


سلمت تلك الانامل التي نثرت الؤلؤ في ارجاء المنتدى
..


النابعة من ذلك القلب الطيب الكبير الذي يحتوي العالم بطيبته




تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وليد
جماعة الادارة
جماعة الادارة
وليد

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 7570
عدد المساهمات : 1481
العمر : 38

صفوة التفاسيرللصابونجى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفوة التفاسيرللصابونجى   صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأربعاء مايو 18, 2011 9:31 am

نسأل الله أن يجعلنا أفقر خلقه إليه، وأغناهم به عمن سواه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منصور شهاب
عضو مميز
عضو مميز
منصور شهاب

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 5641
عدد المساهمات : 715
العمر : 49

صفوة التفاسيرللصابونجى Empty
مُساهمةموضوع: رد: صفوة التفاسيرللصابونجى   صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء مايو 31, 2011 10:18 pm

في ميزان حسناتك اخي
وفقك الله
وتقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

صفوة التفاسيرللصابونجى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» كتاب : صفوة التفاسير
صفحة 1 من اصل 1

 كلمات دلالية كلمات دلالية
 Konu Linki الموضوع
 كود BBCode BBCode
 كود HTML HTML Kodu
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع قرية العمارنة :: ۩۞ المنتدي الاسلامي۩ ::  :: التفسير وعلوم القرآن الكريم-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» كتاب متن الرسالة
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأحد أغسطس 02, 2020 2:12 pm من طرف ايهاب

» كتاب مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأحد أغسطس 02, 2020 2:09 pm من طرف ايهاب

» تلاوة تفوق الوصف من سورة الأنعام "وعنده مفاتح الغيب "(كاملة) محمود الشحات أنور
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء يناير 21, 2020 8:19 am من طرف ابن النيل

» القبض على اللهو الخفى فى اسبانيا
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء يناير 21, 2020 8:18 am من طرف ابن النيل

» نغمتك باسم حضرتك
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء يناير 21, 2020 8:15 am من طرف ابن النيل

» ستايل الامراء الاصدار الثانى للنسخه الثالثه
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الإثنين يوليو 29, 2019 1:20 am من طرف Ahmed Moubarak

» هل تعلم | وصف عرش الرحمن - اين يوجد - حجمه - من يحمله - سبحان الله
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت مايو 11, 2019 11:41 am من طرف ابن النيل

» لكتابة اسمائكم عالصور
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 05, 2018 3:34 pm من طرف الحوامدي

» تحميل لعبة SURVIVOR ROYALE للكمبيوتر
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 05, 2018 3:33 pm من طرف الحوامدي

» علمتنـــى الحيـــــــــاه ( العمارنه فى قلبى )
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 05, 2018 3:26 pm من طرف الحوامدي

» ذكريات رمضانيه
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء سبتمبر 04, 2018 1:54 pm من طرف الحوامدي

» عمل لاينقطع أجره حتى بعد الموت
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 03, 2018 2:37 pm من طرف الحوامدي

»  كتاب تفسير الأحلام - ابن سيرين
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت سبتمبر 01, 2018 8:25 am من طرف ابن النيل

» نصائح لتفعيل الطاقه الإيجابية لديك
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الخميس أغسطس 30, 2018 7:42 am من طرف شاعر المليون

» مفيدة لاسترجاع الأرقام المحذوفه من الجوال
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 28, 2018 7:18 am من طرف الحوامدي

» برمجه الريموت المتعدد ( حصريا ) بطريقه اوتوماتيكبا
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الإثنين أغسطس 27, 2018 10:26 am من طرف ابن النيل

» فيلم Hotel Transylvania 3: Summer Vacation 2018 مترجم اون لاين HD
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأحد يوليو 22, 2018 6:38 pm من طرف الحوامدي

» افتراضي اكبر مجموعه مواقع لعمل تأثيرات وخداع على الصور .
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الإثنين يوليو 16, 2018 3:06 pm من طرف ابن النيل

» تنزيل برنامج حقيبة المسلم تحميل برابط مباشر
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت يوليو 14, 2018 8:13 am من طرف ابن النيل

» تحميل حكايات الف ليلة وليلة الاذاعية mp3 كاملة بالترتيب
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت نوفمبر 04, 2017 10:44 am من طرف ابن النيل

» النقابة تتعاقد مع فندق سولاريس 1 بخصم 20% للأعضاء وأسرهم
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الخميس أغسطس 17, 2017 2:23 pm من طرف ابن النيل

» سلسلة محاضرات الشيخ الشعراوي الدرس الثاني
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 15, 2017 3:38 pm من طرف ابن النيل

» فندق سولاريس العائم بسوهاج 5 نجوم
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الثلاثاء يناير 31, 2017 9:30 am من طرف ابن النيل

» افتتاح الفندق العائم سولاريس١ بسوهاج
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 19, 2016 12:28 pm من طرف ابن النيل

» واجهُةَ احتِراِِفية غاِيةِِ فىِ الٍجمٍٍال لأًصحِـِابِ الُذوُقِ
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1الأحد سبتمبر 20, 2015 9:28 am من طرف هشام حامد

» ادمج الصور وتلاعب بها بسهولة بهذا البرنامج الصغير
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:42 am من طرف هشام حامد

»  برنامج رووعة لاضافة تأثيرات عالصور وبدون تسطيب
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:42 am من طرف هشام حامد

»  صلح جهازك بدون فورمات !؟؟
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:41 am من طرف هشام حامد

»  برنامج عجبيب يمكنك من إزالة أي شئ من صورك كأن لم يكن شئ بداخلها دون يمس بجودة الصورة أو جمالها
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:34 am من طرف هشام حامد

» كورس تعليم فوتوشوب 10او11 من اعدادي بالصور و التفاصيل و تمام التمام
صفوة التفاسيرللصابونجى Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:32 am من طرف هشام حامد

©phpBB | انشاء منتدى مع أحلى منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع
لمشاهدة المزيد م اعمالنا اضغط هنا