موقع قرية العمارنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع قرية العمارنة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 الخوف من الله عز وجل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمد
عضو جديد
عضو جديد


بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 4735
عدد المساهمات : 5

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2011 8:31 pm

الخوف من الله عز و جل

منزلة الخوف و حكمه : من أجلّ منازل العبودية و أنفعها و هي فرض على كل أحد . قال تعالى ( فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان )

تعريف الخوف : قيل : الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس - الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام - الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره - الخوف غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه . قال بن المناوي في كتابه -التوقيف على مهمات التعاريف -:( الخوف توقع مكروه أو فوت محبوب ذكره ابن الكمال ، و قال الحرالي: حذر النفس من أمور ظاهرة نضرة ، و قال التفتازاني : غمّ يلحق الإنسان مما يتوقعه من السوء ، و قال الراغب: توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما أن الرجاء توقع محبوب كذلك و ضده الأمن و يستعمل في الأمور الدنيوية و الأخروية ، و عند الصوفية: ارتعاد القلب لما عمل من الذنب ، وقيل أن يترقب العقوبة و يتجنب عيوبه ، و قيل انزعاج السريرة لما عمل من الجريرة ).

فوائد الخوف: قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه . - قال أبو سليمان : ما فارق الخوف قلباً إلا خرب - قال إبراهيم بن سفيان : إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها ، و طرد الدنيا عنها . - قال ذو النون : الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق .

أنواع الخوف من حيث الحُكم : 1 - الخوف المحمود الصادق : هو ما حال بين صاحبه و بين محارم الله عز و جلّ ، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس و القنوط . قال عثمان الحيري : صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً و باطناً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله . 2 - الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات و ترك المحرمات . 3 - الخوف المستحب : هو ما حمل على فعل المستحبات و ترك المكروهات .

الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب : لا بد للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة ، لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج ؛ فهم لا يجمعون إليه الحب و الرجاء ؛ و لهذا لا يجدون للعبادة لذة و إليها رغبة ، و هذا يورث اليأس و القنوط من رحمة الله ، و غايته إساءة الظن بالله و الكفر به سبحانه . و عبادة الله بالرجاء و حده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور و الأماني الباطلة و ترك العمل الصالح ، و غايته الخروج من الملة ، و عبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون : نعبد الله لا خوفاً من ناره ، و لا طمعاً في جنته ، و إنما حباً لذاته ، و هذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها الأمن من مكر الله ، وغايته الزندقة و الخروج من الدين . قال بعض السلف كلمة مشهورة و هي : " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، و من عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي خارجي - و من عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف و الحب و الرجاء فهو مؤمن موحد ." . قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر " .

أيهما يُغلَّب الرجاء و الخوف ؟

قال ابن القيم : " السلف استحبوا أن يقوي في الصحة جناح الخوف على الرجاء ، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف ، هذه طريقة أبي سليمان و غيره .

و قال : ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف ، فإذا غلب الرجاء فسد .

و قال غيره : أكمل الأحوال اعتدال الرجاء و الخوف ، و غلبة الحب ، فالمحبة هي المركب و الرجاء حادٍ ، و الخوف سائق ، و الله الموصل بمنّه وكرمه .

أقسام الخوف :

1 - خوف السر : و هو خوف التأله و التعبد و التقرب و هو الذي يزجر صاحبه عن معصية من يخافه خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر ، أوقتل ، أو غضب ، أو سلب نعمة ، و نحو ذلك بقدرته و مشيئته . فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا الله عز و جل و صرفه له يعد من أجلّ العبادات و من أعظم واجبات القلب ، بل هو ركن من أركان العبادة ، و من خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحد ، و من صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر ؛ إذ جعل لله نداً في الخوف ، و ذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد ، و لهذا يخوِّفون بها أولياء الرحمن كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهتم فقالوا ( إن نقول إلا عتراك بعض آلهتنا بسوء ) ، و كحال عُبّاد القبور ، فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين بل من الطواغيت كما يخافون الله بل أشد ، ولهذا إذا توجهت على أحدهم اليمين بالله أعطالك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً ، فإذا كانت اليمين بصاحب التربة لم يقدم على اليمين إن كان كاذباً ، و ما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله . و كذا إذا أصاب أحداً منهم ظلم لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب ، و إذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يعذه ، و لو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يقدم عليه بشىء و لم يتعرض له بالأذى .

2 - الخوف من وعيد الله : الذي توعد به العصاة و هذا من أعلى مراتب الإيمان و هو درجات و مقامات و أقسام كما مضى ذكره قبل قليل .

3 - الخوف المحرم : و هو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس و كحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو فهذا خوف محرم و لكنه لا يصل إلى الشرك .

4 - الخوف الطبيعي : كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق و نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم و هو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل ( فخرج منها خائفاً يترقب ) و قوله ( فأوجس في نفسه خيفةً موسى ) ، و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر ؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة و الاستعداد و يُذم إذا رجع به إلى الانهزام و ترك الإقدام .

5 - الخوف الوهمي : كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في وصف الجبناء و قد تعوذ النبي صلى الله عليه و سلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، و لهذا كان الإيمان التام و التوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف و يملأ القلب شجاعةً ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله و فضل لم يمسسهم سوء ) .

للاستزادة يُنظر : مدارج السالكين 1/ 507 - 513 ، و شروح كتاب التوحيد باب ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياء ) .

من مطوية ( كلمات في الخوف ) للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد - دار ابن خزيمة

====================================

من الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل:

1 - إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس .

2 - خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية .

3 - زيارة المرضى و المصابين و المقابر .

4 - تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته .

5 - تذكر الموت و ما فيه .

6 - ملاحظة الله و مراقبته .

7 - تذكر الخاتمة .

8 - تدبر آيات القرآن الكريم .

9 - المحافظ على الفرائض و التزود من النوافل و ملازمة الذكر .

10 - مجالسة الصالحين و الاستماع لنصائحهم .

====================================

من مراجع الموضوع: شريط ( الخوف من الله ) للشيخ إبراهيم الهويمل

====================================

عن موضوع ( الخوف) إليك ما يلي:

كتب - مكتبات ودور نشر - تسجيلات سمعية و مرئية - مواقع أخرى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابومحمد
عضو جديد
عضو جديد


بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 4735
عدد المساهمات : 5

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2011 8:34 pm

الخوف من الله, موقف أمير المؤمنين الخليفة عمر رضي الله
موضوع للأخ الداعي إلى الله


الخوف والخشية من الله جل جلاله

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر: ما هذا ؟
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا.
قال : أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه ؟ ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات ...
قال عمر : القصاص ..
الإعدام .. قرار لم يكتب .. وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر – رضي الله عنه – لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا.
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟
فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ، ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير ، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله.
قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قتلا !
قال : أتعرفه ؟
قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء الله ..
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !
قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين ..
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه ، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر نادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر ، وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين !
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله ..
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ، ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ، وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان ...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون معه .
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل ..
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ..
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ...
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك ..
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك ...
قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر !!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابومحمد
عضو جديد
عضو جديد


بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 4735
عدد المساهمات : 5

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2011 8:37 pm

الخوف من الله وأثره في حياة المسلم
الخطبة الأولى

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، أمَّا بعدُ:



فيا أيُّها المسلمون:

اتقوا الله تعالى بفعل ما أمر، وترك ما حذَّر، واعلموا أنه سبحانه يعلم ما تسرون وما تعلنون، قال عز وجل: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ). [سورة البقرة، الآية: 235]. واخشوا يوماً عظيماً تقفون فيه أمام الملك الجبَّار جل جلاله: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ). [سورة آل عمران، الآية: 30].



أيُّها الإخوةُ في الله:

جُبلت القلوب على محبة من أحسن إليها، وطُبعت على تعظيم وطاعة من أنعم عليها ولو كان مخلوقاً ضعيفاً، فكيف إذاً بالخالق العظيم، والربِّ الكريم، الذي هو أحقُّ من ذُكر، وأحقُّ من شُكر، وأحقُّ من عُبد، وأحقُّ من حُمد، وأجود من سُئل، وأوسع من أعطى، وأكرم من قُصد.

مطالبُ الخلق كلهم جميعاً لديه، وهو أجود الأجودين وأكرم الأكرمين، أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمِّله، يشكر القليل من العمل وينمِّيه، ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه، يحبُّ أن يسأل، ويغضب إذا لم يسأل، فكيف لا تحبُّ القلوب، وكيف لا ترهب من لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يجيب الدعوات، ويُقيل العثرات، ويغفر الخطيئات ويستر العورات، ويكشف الكربات، ويغيث اللهفات، ويُنيل الطلبات سواه؟!.

لا إله إلا هو؛ الخالق البارئ المصوِّر، المستحقُّ أن يُعبد ويُخاف، وحده لا شريك له.



عبَاد الله:

إن الخوف من الله عز وجل وخشيته في السر والعلن، من صفات المؤمنين حقَّاً فلقد مدح أهله وأثنى عليهم فقال: (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُون * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ). [سورة المؤمنون، الآيات: 57- 61].

وعن هذه الآية سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت: "يا رسول الله، قولُ الله: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ): أهو الذي يزني، ويشرب الخمر ويسرق؟! فقال: لا يَا ابنة الصِّدِّيق، ولكنَّه الرَّجل؛ يصوم ويصلي ويتصدق، ويخاف أن لا يُقبل منه".

قال الحسن البصري رحمه الله: "عملوا والله بالطاعات، واجتهدوا فيها، وخافوا أن تردَّ عليهم. إن المؤمن جمع إحساناً وخشية، وإن المنافق جمع إساءةً وأمناً".

إنّ الخوف من الله فرض على كل أحد، ولهذا عُلِّق على الإيمان، فمن كان مؤمناً حقَّاً خاف الله سبحانه، قال تعالى: (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). [سورة آل عمران، الآية: 175].

وقال سبحانه: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ). [سورة البقرة، الآية: 40].

وقال جلّ وعلا: (فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ). [سورة المائدة، الآية: 44].

وهذا الخوف الذي نوَّه الله بأهله في القرآن، ودعا إليه، إنما هو الخوف القائم على مراقبة الله والخضوع لأمره، وترك المحرمات خوفاً منه وتعظيماً له سبحانه، فهو يستلزم الرجوع إلى الله والاعتصام بحبله وبابه، كما قال بعضهم: "الخوف سوط الله يقوِّم الشاردين عن بابه". وقال آخر: "الخوف سوط الله يسوق به عباده إلى المواظبة على العلم والعمل لينالوا بها رتبة القرب منه سبحانه".



أيها المسلمون:

إنّ القلب ما دام مستشعراً روح الخوف من الله فإنه يظل عامراً بالإيمان واليقين، ومن هنا قال بعض السلف: "ما فارق الخوف قلباً إلا خَرِب". وقال آخر: "إذا سكن الخوفُ القلوبَ أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها".

فيقظة الخوف من الله في نفس المؤمن تثمر عنده الابتعاد عن الشهوات المحرمة، ولهذا قال ابن رجب رحمه الله: "القدر الواجب من الخوف ما حَمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم، فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثاً للنفوس على التَّشمير في نوافل الطاعات، والانكفاف عن دقائق المكروهات، والتَّبسُّط في فضول المباحات كان ذلك فضلاً محموداً، فإن تزايد على ذلك بأن أَورث مرضاً أو موتاً أو همَّاً لازماً بحيث يقطع عن السعي في اكتساب الفضائل المطلوبة المحبوبة إلى الله عز وجل لم يكن محموداً".

وقال ابن القيِّم رحمه الله: "القلب في سيره إلى الله بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّد الطيران، ومتى قُطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر". أ. هـ [تهذيب مدارج السالكين 272].



أيُّها المسلمون:

من خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه، ونهى نفسه عن هواها، وردها إلى طاعة مولاها فمنقلبه ومصيره إلى روضات الجنات، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى). [سورة النازعات، الآية: 40-41]. وقال سبحانه: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ). [سورة الرحمن، الآية: 46].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "سبعةٌ يُظلُّهم الله في ظلِّهِ يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّقٌ بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا على ذلك وتفرَّقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تُنفق يمينه". [متفق عليه].

وقال صلى الله عليه وسلّم: "ثلاثٌ منجيات: خشية الله تعالى في السرِّ والعلن، والعدل في الرِّضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر. وثلاثٌ مهلكات: هوىً مُتَّبع، وشحٌّ مُطاع، وإعجاب المرء بنفسه". [البزّار والبيهقي، وهو حسن بطرقه].



أيُّها المسلمون:

ما أحوج مجتمعات المسلمين إلى وجود الخوف من الله في القلب، لأن المرء حينما ينعدم وازع الخوف أو يضعف في نفسه يجعله شبيهاً بالحيوان؛ يلهو ويرتع ليتمتع، ويجمع لينتفع، ويسطو على حقوق الغير، وينتهك الحرمات، ويفعل الكبائر والموبقات، وبذلك تفشو في المجتمع الرذيلة، وتنعدم الفضيلة، فيأمن القوم مكرَ الله وبأسه، فيأخذهم وهم غافلون، قال الله تعالى: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُون * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِين * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ). [سورة النحلَ، الآية: 45- 47].

ولا يُعدُّ خائفاً من لم يكن للذنوب تاركاً.

والخوف من الله ليس شكلاً خارجياً يتمثل في صيحةٍ أو أنَّةٍ، فقد لا يكون الخائف من يبكي ويمسح عينيه، بل الخائف من يترك ما يخاف أن يُعاقب عليه.

وللخوف من الله ثمراتٌ جليلة: فهو يدفع المرء لفعل الطاعات، ويكفُّه عن المحرمات، فهو يؤمن باطِّلاع الله عليه ونظره إليه: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). [سورة الحديد، الآية: 4].

يروى "أن إنساناً دخل في غابة كثيرة الشجر فقال: لو خلوت ها هنا بمعصيةٍ، من كان يراني؟! فسمع هاتفاً بصوت جهوري: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ). [سورة الملك، الآية: 14] ".

فمن عَلِمَ مراقبة الله، وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، وأنه معه حيث كان حمله هذا العلم على الخوف منه وترك ما يغضبه:

إذَا ما خَلَوْتَ الدَّهْرَ يوماً فَلا تَقُل خَلَوْتُ ولكن قُل عليَّ رَقيبُ
وَلا تحسـبَنَّ اللهَ يغفـلُ ساعَـةً وَلا أنَّ ما تُخفِي عليهِ يَغيبُ
وكان بعض السَّلف يقول: "زهَّدنا الله وإياكم في الحرام، زهد من قدر عليه في الخلوة، فعلم أن الله يراه فتركه من خشيته".
إنَّ الخوف من الله يدعو صاحبه على محاسبة النفس، وإلجامها بلجام التقوى، والبُعد عن الكبر والعُجب والرياء والحسد، وجميع ما يسخط الرب.

والمؤمن الخائف يتذكر موقفه بين يدي الله فيزداد إيمانه وخشيته لربه سبحانه، كما قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). [سورة الأنفال، الآية: 2]. وقال تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ). [سورة الحـج، الآيات: 34- 35].

بارك الله لنا جميعاً في القرآن العظيم، ونفعنا بمواعظه وزواجره.

أقول ما تسمعون، واستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أنّ محمَّداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً، أمَّا بعدُ:



فيا أيُّها النَّاس:

اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم ملاقوه، وأنكم مجزيّون بأعمالكم، ومحاسبون على ما أسلفتم: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). [سورة فصلت، الآية: 40].



أيُّها المُسلمون:

إنّ من كان بالله أعرف كان منه أخوف، ولهذا يقول تعالى عن أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). [سورة الأنبياء، الآية: 90].

وكان نبينا صلى الله عليه وسلّم إذا صلى يُسمع لصدره أزيزٌ كأزيز المِرجل من الخوف والخشية، فعن عبد الله بن الشخير، قال: "انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولصدره أزيزٌ كأزيز المِرجل". [أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي].

وعن حذيفة بن اليمان، قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزَبَه أمر صلّى". [حديث حسن، أخرجه أحمد وأبو داوود].

وإذا كان يوم الريح والغيم عُرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سُرَّ به وذهب عنه ذلك، قالت عائشة رضي الله عنها: "فسألتُه، فقال: إنِّي خشيتُ أن يكون عذاباً سُلِّط على أُمَّتي". ويقول: إنَّ المطر رحمة". [رواه مسلم 899 كتاب الاستسقاء]. وفي رواية: "وإذا تخيَّلت السماء تغير لونه، وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فسألته عن ذلك فقال: "لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا) ". وفي رواية عند مسلم أيضاً: "يا عائشة مَا يُؤمنني أن يكون فيه عَذاب، قد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذابَ فقالوا: (هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا) ".

وهو القائل صلى الله عليه وسلّم: "واللهِ لَأنَا أعلمُهم بالله وأشدُّهم له خشية".

وذات يوم قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلّم: "أوصني. فقال له: "أوصيكَ أن تَستحي منَ اللهِ كما تستَحي رجلاً صالحاً من قومِك". إسناده جيد [رواه أحمد في الزهد والبيهقي في الشعب، وقال الألباني في الصحيحة 741: إسناده جيد، وهو في صحيح الجامع 2/343].

والخوف من الله وحده وترك المحرمات من أجله سببٌ في تفريج الكربة وإجابة الدعاء، ففي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدَّت باب الغار، وفيه خبر الرجل الذي جلس مع ابنة عمِّه مجلس الرجل من امرأته، وقد هُيِّئت له أسباب المعصية وفعل الفاحشة، فلما ذكَّرته بالله والمقام بين يديه قام عنها وهي من أحب الناس إليه طلباً لثواب الله وخوفاً من عذابه، فاستُجيب دعاؤه.

ولقد كان من أخلاق سلفنا الصالح - رحمهم الله- الخوف من الله، حتى أُثِر عن جمعٍ من الصحابة أنهم كانوا يتمنون أنهم لم يُخلقوا.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه "يمرُّ بالآية من ورده فيُعاد أياماً وما به من مرضٍ إنما هو الخوف".

وقال صالح بن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "كان أبي إذا دعا له رجلٌ يقول: الأعمال بخواتيمها، اللهم سلم سلم". وكان يقول: "الخوف يمنعني من أكل الطعام والشراب فما أشتهيه".

بل حتى صغارهم وغِلمانهم تربَّوا على الخوف من الجليل فحجزهم ذلك عن الحرام، وأورثهم البكاء من خشية الله، فهذا عمر بن عبد العزيز- رحمه الله- "بكى وهو غلام صغير فسألته أمه: ما يبكيك؟! فقال: ذكرت الموت. فبكت أمه عند ذلك، وكان قد حفظ القرآن".

و "مرّ الحارث المحاسِبِيُّ، وهو صبي صغير بصبيان يلعبون عند باب رجل يبيع التَّمر، فوقف الحارث ينظر إلى لعبهم، فخرج صاحب الدار ومعه تمرات فقال للحارث: كُلْ هذه التمرات فقال الحارث: ما خبرك فيها؟! فقال التمَّار: إني بعت الساعة تمراً على رجل فسقطت من تمره. فقال الحارث: أتعرفه؟! قال: نعم. فالتفت الحارث إلى الصبيان يلعبون وقال: أهذا الرجل مسلم؟! قالوا: نعم. فذهب وتركه فتبعه هذا التمَّار حتى أمسكه وقال له: والله ما تنفلِتُ أيها الغلام من يدي حتى تقول لي ما في نفسك عليّ. فقال هذا الغلام: يا شيخ: إن كنت مسلماً حقَّاً فاطلب صاحب التمرات حتى تتخلص من تبعته كما تطلب الماء إذا كنت عطشان شديد العطش، يا شيخ: أين الخوف من الله؟!. تُطعم أولاد المسلمين السُّحت وأنت مسلم. فقال الرجل: والله لا اتَّجرتُ من أجل الدنيا أبدا".

فالله المستعان وحده، أين الخوف من الجبار- جل جلاله وتقدست أسماؤه - عند من يتبايعون بالمحرم، ويأكلون السحت، ويأخذون الربا، ويمنعون الزكاة؟!.

أين حقيقة الخوف من الجليل- سبحانه - عند المتهاونين بالصلاة التي هي عمود الإسلام، وأول ما يحاسب عليه الإنسان؟! وقُل مثل ذلك عند من يؤذون المسلمين بأقوالهم وأفعالهم واستهزائهم.

هل خاف مقام ربه: من يجاهر بالمعصية وفعل المنكر، ومن يستمع إلى المحرم ويشاهد عبر الأفلام والقنوات والمسلسلات ما يفسد الدين والأخلاق؟!.

أوَ ما علم هؤلاء وأمثالهم من أصحاب المعاصي أن الله يعلم ما في أنفسهم وأنهم بين يدي الله موقوفون، وعن أفعالهم محاسبون؟!.

أما يخافون من سوء الخاتمة عندما ينزل بهم الموت فيندمون؟!، ولات ساعة مندم!.

فيا أيها المُريد لنجاةِ نفسِه: بادر، ثم بادر بتوبة صادقة، وإنابة عاجلة قبل أن يحال بينك وبين ذلك.



عباد الله:

مُروا بالمعروف، وانهَوا عن المنكر، وخذوا على أيدي السفهاء قبل أن ينزل بنا من العقوبات ما لا طاقة لنا به، وعظّموا أمر الله سبحانه، وعلِّموا مَن تحت أيديكم ذلك.

وفقنا الله وإياكم لما يرضيه، وجنبنا أسباب سخطه.

اللهم تب على التائبين، واغفر ذنوب المستغفرين.

اللهم اهدنا، ويسّر الهدى لنا، وثبتنا على الإسلام حتى نلقاك عليه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
جماعة الادارة
جماعة الادارة
ابن النيل

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 11201
عدد المساهمات : 2272
العمل/الترفيه : في خدمة الجميع

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2011 8:45 pm

تسلم الايادي يا فرغل وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elamrna.yoo7.com
ابومحمد
عضو جديد
عضو جديد


بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 4735
عدد المساهمات : 5

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2011 9:10 pm

اشكرك على مرورك العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شعبان ابوشهاب
عضو نشط
عضو نشط
شعبان ابوشهاب

بلدي : مصر
نقاط : 5280
عدد المساهمات : 140

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2011 9:46 pm

موضوع اكثر من رائع
بارك الله فيك
وجعله الله فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شعبان ابوشهاب
عضو نشط
عضو نشط
شعبان ابوشهاب

بلدي : مصر
نقاط : 5280
عدد المساهمات : 140

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الجمعة يونيو 10, 2011 9:49 pm

العنوان: الخوف من الله وأحوال أهله
لغة المادة: عربي
تأليف : مجدي فتحي السيد
نبذة مختصرة: الخوف من الله وأحوال أهله : الخوف من الله تعالى سمة المؤمنين، وآية المتقين، وديدن العارفين، خوف الله تعالى في الدنيا طريقٌ للأمن في الآخرة، وسببٌ للسعادة في الدارين، فالخائف من الله تعالى عاقبته الأمن والسلام، وثوابه أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ذكر - صلى الله عليه وآله وسلم – السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة فذكر منهم:{ رجلا دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين }، وذكر منهم:{ رجلا ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه}.
وفي هذا الكتاب بيان لبعض أدلة الترغيب في الخوف من القرآن والسنة، مع ذكر أقوال السلف في ذلك، وبيان بعض احوالهم، ثم بيان بعض علامات وأسباب وثمرات الخوف من الله - عز وجل -.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عرفات المازني
مراقب
مراقب
عرفات المازني

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 10766
عدد المساهمات : 4588
العمل/الترفيه : مــديـر مــالـي

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت يونيو 11, 2011 10:58 am

من أجلّ منازل العبودية و أنفعها و هي فرض على كل أحد
موضوع جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elamrna.yoo7.com
ابومحمد
عضو جديد
عضو جديد


بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 4735
عدد المساهمات : 5

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت يونيو 11, 2011 9:48 pm

اشكرك على مرورك العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منصور شهاب
عضو مميز
عضو مميز
منصور شهاب

بلدي : مصر
الجنس : ذكر
نقاط : 5641
عدد المساهمات : 715
العمر : 49

الخوف من الله عز وجل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخوف من الله عز وجل   الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الإثنين يونيو 13, 2011 5:18 pm

اللهم اجعلنا من الذين يسمعون القول ويتبعون احسنه

بارك الله فيك يا ابو محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الخوف من الله عز وجل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» هل ضرب النبي صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة رضي الله عنها ؟
» بابى انت وامى يا رسول الله يا حبيب الله ( العمارنه فى قلبى )
»  قصيده ابكت الرسول صلى الله عليه وسلم .. فداك أبي وأمي يارسول الله
» الله يا الله إبتهال ديني للشيخ سيد النقشبندي
» لا اله الا الله
صفحة 1 من اصل 1

 كلمات دلالية كلمات دلالية
 Konu Linki الموضوع
 كود BBCode BBCode
 كود HTML HTML Kodu
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع قرية العمارنة :: ۩۞ المنتدي الاسلامي۩ ::  :: حقيبة المسلم-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» كتاب متن الرسالة
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الأحد أغسطس 02, 2020 2:12 pm من طرف ايهاب

» كتاب مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الأحد أغسطس 02, 2020 2:09 pm من طرف ايهاب

» تلاوة تفوق الوصف من سورة الأنعام "وعنده مفاتح الغيب "(كاملة) محمود الشحات أنور
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الثلاثاء يناير 21, 2020 8:19 am من طرف ابن النيل

» القبض على اللهو الخفى فى اسبانيا
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الثلاثاء يناير 21, 2020 8:18 am من طرف ابن النيل

» نغمتك باسم حضرتك
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الثلاثاء يناير 21, 2020 8:15 am من طرف ابن النيل

» ستايل الامراء الاصدار الثانى للنسخه الثالثه
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الإثنين يوليو 29, 2019 1:20 am من طرف Ahmed Moubarak

» هل تعلم | وصف عرش الرحمن - اين يوجد - حجمه - من يحمله - سبحان الله
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت مايو 11, 2019 11:41 am من طرف ابن النيل

» لكتابة اسمائكم عالصور
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 05, 2018 3:34 pm من طرف الحوامدي

» تحميل لعبة SURVIVOR ROYALE للكمبيوتر
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 05, 2018 3:33 pm من طرف الحوامدي

» علمتنـــى الحيـــــــــاه ( العمارنه فى قلبى )
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 05, 2018 3:26 pm من طرف الحوامدي

» ذكريات رمضانيه
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الثلاثاء سبتمبر 04, 2018 1:54 pm من طرف الحوامدي

» عمل لاينقطع أجره حتى بعد الموت
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 03, 2018 2:37 pm من طرف الحوامدي

»  كتاب تفسير الأحلام - ابن سيرين
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت سبتمبر 01, 2018 8:25 am من طرف ابن النيل

» نصائح لتفعيل الطاقه الإيجابية لديك
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الخميس أغسطس 30, 2018 7:42 am من طرف شاعر المليون

» مفيدة لاسترجاع الأرقام المحذوفه من الجوال
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 28, 2018 7:18 am من طرف الحوامدي

» برمجه الريموت المتعدد ( حصريا ) بطريقه اوتوماتيكبا
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الإثنين أغسطس 27, 2018 10:26 am من طرف ابن النيل

» فيلم Hotel Transylvania 3: Summer Vacation 2018 مترجم اون لاين HD
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الأحد يوليو 22, 2018 6:38 pm من طرف الحوامدي

» افتراضي اكبر مجموعه مواقع لعمل تأثيرات وخداع على الصور .
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الإثنين يوليو 16, 2018 3:06 pm من طرف ابن النيل

» تنزيل برنامج حقيبة المسلم تحميل برابط مباشر
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت يوليو 14, 2018 8:13 am من طرف ابن النيل

» تحميل حكايات الف ليلة وليلة الاذاعية mp3 كاملة بالترتيب
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت نوفمبر 04, 2017 10:44 am من طرف ابن النيل

» النقابة تتعاقد مع فندق سولاريس 1 بخصم 20% للأعضاء وأسرهم
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الخميس أغسطس 17, 2017 2:23 pm من طرف ابن النيل

» سلسلة محاضرات الشيخ الشعراوي الدرس الثاني
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 15, 2017 3:38 pm من طرف ابن النيل

» فندق سولاريس العائم بسوهاج 5 نجوم
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الثلاثاء يناير 31, 2017 9:30 am من طرف ابن النيل

» افتتاح الفندق العائم سولاريس١ بسوهاج
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 19, 2016 12:28 pm من طرف ابن النيل

» واجهُةَ احتِراِِفية غاِيةِِ فىِ الٍجمٍٍال لأًصحِـِابِ الُذوُقِ
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1الأحد سبتمبر 20, 2015 9:28 am من طرف هشام حامد

» ادمج الصور وتلاعب بها بسهولة بهذا البرنامج الصغير
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:42 am من طرف هشام حامد

»  برنامج رووعة لاضافة تأثيرات عالصور وبدون تسطيب
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:42 am من طرف هشام حامد

»  صلح جهازك بدون فورمات !؟؟
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:41 am من طرف هشام حامد

»  برنامج عجبيب يمكنك من إزالة أي شئ من صورك كأن لم يكن شئ بداخلها دون يمس بجودة الصورة أو جمالها
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:34 am من طرف هشام حامد

» كورس تعليم فوتوشوب 10او11 من اعدادي بالصور و التفاصيل و تمام التمام
الخوف من الله عز وجل Icon_minitime1السبت سبتمبر 19, 2015 8:32 am من طرف هشام حامد

©phpBB | الحصول على منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع
لمشاهدة المزيد م اعمالنا اضغط هنا